تطور الشرطة السودانية شهدت قوات الشرطة خلال قرن من الزمان تطوراً كبير في كل مجالات العمل الشرطي وسخّرت وزارة الداخلية كافة الإمكانيات لتدعيم القدرات البشرية والتأهيل والتدريب وتوفيرالمعدات والمعينات والآليات والأجهزة المواكبة للتطور وذلك من خلال المشروعات التالية الجوازالإلكتروني: يعتبر مشروعالجواز المقروء آلياً من أكبر الإنجازات حيث يتجه العالم إلى إستخدامه في ظلال تطور التقني الذي يستصحبه تطور في أساليب التزوير إذ يهدف إستخدام الجوازالإلكتروني إلى مزيد من التأمين للهوية السودانية والحد من التزييف والتلف كل تلك المجهودات أتت في إطار سعي الإدارة العامة للجوازات للوصول لأعلى درجات الأداء والمواكبة. يمتاز الجوازالإلكتروني بميزات تأمينية عالية تتفوق على كثير من الجوازات بالدول الأوربية وتسري صلاحيته لمدة خمس سنوات حيث يتمتع الجواز بخصائص تصل إلى ثمانية عشر خاصيةتأمينية أهمها البصمة الإلكترونية والصورة الرقمية الفورية والظاهرة والخفية وتأتي هذه الخصائص وفق المواصفات المتفق عليها عالمياً والتي حددتها منظمة (ايكو) في الشكل والحجم مع نوعية الورق والتصميم . إن العديد من الدواعي أدت لإصدار الجواز الإلكتروني لتغيير الجواز المكتوب يدوياً وليس هذا أولتغيير في شكل الجواز بل سبقه تغيير منذ عام 1956م حيث يأتي هذا التغيير في إطارالخطط التأمينية وحتى يكون عصياً على التزوير ويسهل الإستخدام والتداول بعيداً عن عوامل الإتلاف. المعامل الجنائية: شهدت الشرطة تطوراً كبيراً في مجال كشف الجريمة وذلك بإستخدام أحدث الوسائل العلمية في مجالفحص الحامض النووي DNA،وتقنيات الصورة والصوت الرقمية في التحقيق لتحديد هوية الجناة والمجني عليهم إضافةً إلى الإحصاءات الإلكترونية لمعتادي الإجرام ودراسات علمية للجرائم الغريبة والشاذة في المجتمع مع إصدار النشرات الجنائية عن المطلوبين والمفقودين في ظرف وجيز وتم اختيار السودان ليكون مركزاً اقليمياً للمعامل الجنائية . جامعة الرباط الوطني : بدأت مسيرة جامعة الرباط الوطني وفق تقدير لجنة وضعت التصور والقوانين لقيام جامعة تُعنى بالعلوم الشرطية والعلوم الأخرى ، حيث انطلقت مسيرتها في مايو 2000م وهي تقوم علىمبدأ القيم والأخلاق الحميدة كما تحرص على تطبيق مبادئ الإبداع والتفوق بيد أنهاتحمل رسالة تٌعنى بالمساهمة الفاعلة في صناعة حياة أكاديمية حضارية متميزة تبني إنسان قيادي منضبط وإداري تربوي وفق قيم أصيلة وذلك بإتخاذ الوسائل والأساليبالعلمية والتدريبية والإستشارية ذات الجودة العالية . الجامعة تضم خمس عشرة كلية جاءت في طراز حديث وتمثل في مجموعها لوحة معمارية صممت مواكبة لآخر ماتوصل إليه العلم ، وتتبع الجامعة نهج النظام الفصلي ونظام الساعات المعتمدة للمناهج الدراسية وتسعى ادارة الجامعة من خلال هذا التطور بأن يتم اختيارها فى صدارة افضل مائة مؤسسة جامعية فى العالم . كلية علوم الشرطة والقانون: ترجع فكرة إنشاء كلية علوم الشرطة والقانون للعام 1910م تحت مسمى مدرسة البوليس ثم مرت بمراحل متعددةأخذت من خلالها مسمى كلية البوليس في 1937م وفي العام 1972م سميت كلية الشرطةوالمعاهد وبعد فصل كل من معهد تدريب الضباط ومعهد تدريب الرتب الأخرى عادت الكليةإلى تسميتها القديمة كلية الشرطة وظلت كذلك حتى تم ترفيعها إلى كلية علوم الشرطةوالقانون في العام 2000م لتؤدي رسالتها الجديدة تحت مظلة جامعة الرباط الوطني لإعداد ضابط بحصيلة علمية قانونية مهنية بدرجة البكلاريوس ومعرفة شرطية ثقافية متكاملة وتعتبر من اكبر الكليات الشرطية فى الاقليم . مشروع النجدة: كلمة النجدة بمفهومها اللغوي تعني تقديم العون والمساعدة اللازمة للمحتاجين بالسرعة المطلوبة هكذا انطلق المشروع كإدارة متخصصة يعنى بتقديم خدمات أمنية وإنسانية لأفرادالمجتمع الهدف منها تحقيق الأمن للمواطن والوطن. حيث للنجدة واجبات تعمل على تحقيقها من ضمنها أمن الوطن والمواطنين عبر الإنتشار السريع والواسع في كل أنحاء ولاية الخرطوم والعمل بتنسيق وتناغم تام مع إدارات الشرطة المختلفة فهي تعتبر جهاز إنذار مبكر لحسم كل المجهودات الأمنية عبر الرقم المجاني(999). وأصبحت إدارةالنجدة من أهم ركائز الأمن الداخلي بولاية الخرطوم وعدد من الولايات وذلك لما تبذله من جهد مقدر في تحقيق العمليةالأمنية وللنجدة غرفة تحكم المناط بها إدارة العملية التشغيلية للوحدات تنقسم إلى مجموعات المستقبلين الذين يقومون بإستقبال بلاغات المواطنين عبر رقم 999 ومن ثم فيحالة البلاغ للقسم الثاني والتشغيل حسب دائرة الإختصاص البلاغ المستقبل يقومبتقييم البلاغ ومن ثم تحريك الوحدة المختصة حيث تتلقي الغرفة العديد من البلاغات من خارج ولاية الخرطوم تتعلق بالحوداث المرورية ، حوادث الشغب يتم رفعها لمناوب الولاية المعنية أو المتخصصة للتعامل معها وتستقبل كبانية الادارة اكثر من (500) مكالمة فى الدقيقة الواحدة . الخدماتةالإجتماعية : بدأت الخدمات الإجتماعية داخل قوات الشرطة بنواة صغيرة داخل الوحدات متمثلة في صناديق الزمالة وكانت عبارة عن مساعدات مالية وعينية تٌقدم للأفراد في المناسبات الإجتماعية . برزت أهمية العمل الإجتماعي داخل قوات الشرطة الموحدة كنتيجة حتمية للتوسع الكبير الذي طرأعليها في ظل الحكم الإتحادي وتشعب مهام الشرطة بعد توحيدها وإنضمام وحدات أخرى لها إضافةً إلي تشعب أعمال الشرطة وشمولها لضروب خطيرة من العمل الامنى أدت إلى زيادة أعداد الشهداء والمصابين إضافةً لبروز شرائح جديدة تتعامل معها قوات الشرطة تتمثل في الأعداد الكبيرة من المعاقين والأرامل والأيتام إضافةً لمساهمة الشرطة في كافة مناحي الحياة العامة. طيران الشرطة: يعتبر طيرانالشرطة من الإدارات المهمة بقوات الشرطة فضلاً عن إرثه التاريخي في مجال الطيرانالذي ظل يتطور بتطور المهام الشرطية ومع كل مستجدات الطفرة التقنية التي صاحبت هذاالمجال عالمياً ، حيث بدأ هذا الطيران الفريد بنواة صغيرة منتصف الستينيات إلى أنأنجبت الشرطة من رحمها الطاهرة قادة وكوكبة من الطيارين المؤهلين بكفاءة عالية ومهارة فائقة فحلقوا بطيرانهم في فضاءات العالم ومهابط المستغيثين ونجدة المغلوبين كما حمل طيران الشرطة قادة البلاد ومفكريها ومفاوضيها لينعم السودان بالأمن والإستقرار. إعلام الشرطة (إذاعة ساهرون): مثلت إذاعة ساهرون هدفاً لوزارة الداخلية ورئاسة الشرطة حيث أن السعي لإنطلاقها صوتاً للشرطة كان جاداً وحثيثاً لم يبخل عليها بجهد ولم يضن عليها بمال تناسقت خطوات العملوتناغمت أدوار الإنجاز في حراك لم يعرف الفتور وإقدام لم يعرف المستحيل. و يعتبر إعلام الشرطة الصوت الواضح والجسر الذي ترسخ من خلاله العلاقة بين الشرطة والمواطنين خاصةً في مجال الشرطة المجتمعية وتعدد وسائطها بجانب الإذاعة كان هنالك المكتب الصحفي والقناة التلفزيونية التي أٌعدت بالكامل ولم يتبق إلا إنطلاقها عبر الفضاء وفى هذا الاطار تم افتتاح استديو ساهرون التلفزيونى لانتاج المادة التوعوية لسهولة بثها عبر القنوات الفضائية المختلفة . مشروع الرقابة الإلكترونية: تشهد البلاد حركة دؤوبة تستهدف تحقيق التنمية والإعمار هذه الحركة تشكل فيها وسائل النقل عنصراً مهماً لذلك اهتمت الدولة بزيادة أسطول النقل إستجابةً لمتطلبات التنمية وحتى لا يكون ذلك نقمة تؤدي إلى إهدار أرواح الأبرياء إتخذت وزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة حزمة من البرامج والإجراءات الهدف منها خفض معدلات الحوادث المرورية بما يؤدي إلى حفظ الأرواح والممتلكات. مشروع كاميرات الرقابة الإلكترونية آلية الغرض منها تحقيق السلامة المرورية لأنها تعمل على حماية الممتلكات وعلى تحديد السرعة وضبط المخالفين بقوانين المرور . إن تدشين المشروع يعد واحداً من أضخم المشاريع لضبط حركة المرور والحد من الحوادث المرورية من خلال خمسين كاميرا مراقبة تم وضعها في الطرقات والشوارع الرئيسية كمرحلة أولى بجانب شاشات إرشادية مهمتها تزويد السائقين بالارشادات المرورية في أوقات الذروة وغيرها تجنباً للإزدحام المروري والحوادث. ويتم التحكم من خلال غرفة رئيسية تغطي كافة الشوارع مزودة بأحدث التقنيات الحاسوبية . مدينة الهدي الاصلاحية : · تعتبر من اعرق المؤسسات الاصلاحية في افريقيا وتمانشاءها في العام 1998م وتقع شمال غرب مدينة امدرمان علي بعد 12كلم مربع من منطقة سوق ليبيا وتبلغ مساختها 1.900.000 متر مربع . · اقيمت المدينة علي نسق حديث ومتكامل يواكب العملالاداري والامني لتحقيق الهدف المنشود من السياسة الاصلاحية المتمثلة في رعاية النزلاء وفقاً للمعايير الدولية المنادية بحقوق النزلاء . · وتحتوي المدينة علي 45 وحدة عنابر للرجال و20وحدة للنساء بطاقة اجمالية 7200 نزيل و2200 نزيلة و10 وحدات تعليمية للرجال و2للنساء ومطبخ متكامل بجانب صالات الطعام وغرف للخلوة الشرعية وغرف للمحامين ووحدة صحية متكاملة و6 ورش تدريبية انتاجيةللرجال وورشتين للنساء ومساجد وكنائس بالاضافة للملاعب الرياضية والمجمعات السكنية. السجل المدني : يعد مشروع السجل المدني من مشاريع القرن التي اولتها وزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة اهتماماً كبيراً يهدف لضمان حقوق الافراد من ناحية اصدار الشهادات الجنسية والميلاد والبطاقة الشخصية والوفيات والتملك وغيرها من الحقوق السياسية والمدنية الاخري ويعتبر الرقم الوطني هو رقم يمنح للفرد علي اكتمال اجراءات تسجيله بالسجل المدني بواسطة الشخص المختص او الياً بواسطة الحاسب الالي للدلالة علي المواطن صاحب الرقم ليكون مميزاً له عن باقي الافراد ويتكون الرقم الوطني من عدة فقرات لكل منها دلالات محددة واهم فوائده انه وسيلة فعالة للمتيز بين الافراد مهما تطابقت الاسماء والمعلومات الاخري وانه ضروري لمواكبة التطور في المجالات المعلوماتية والحوسبية تأمين الإنتخابات: كانت العملية الإنتخابية تمثل هدفاً مرجواً لبلوغ مرحلة التحول الديمقراطي المفصلية في تاريخ بلادنا لذلك فإن قوات الشرطة لم تنتظر طويلاً بل بادرت بكل إجتهاد للإعداد المبكربما لديها من إمكانيات وكان بدء عملها وإعدادها قبل وضع قانون الإنتخابات الذي كان وقتذاك رؤية لم تتحقق وبذرة لمتُغرس بعد أن حٌددت في بادئ الأمر خطتها الأولية المستندة على التدريب والتأهيل ومن ثم رفع القدرات لمنسوبيها وإضافة قوات في ظل التمدد العمراني والمكاني والتزايد السكاني فكان أن استوعبت الآلاف من الرجال لتدعيم صفوفها. جاءت ضربة البداية بالسجل الإنتخابي والذي كان للشرطة فيه القدح المعلى والأساسي ثم بداية عمل التسجيل وبروز دور قوات الشرطة في التأمين وإنفضت تلك المرحلة بكل سلاسة نسبة لمستويات التدريب والتأهيل الذي إنتظم البلاد من أعلاها لأدناها. لم تسترح قوات الشرطة ولم تفتر لها همة وظل عملها متواصلاً حتى بداية الإقتراع ولم تتهاون في تأمينها بالمهنية والشفافية والحياد التام. إن قوات الشرطة بكل بقاع السودان كانت تقوم بدورها في التأمين ولم تغفل دورها الأساسي في المنع والمتابعة والرصد وكشف الجرائم والمجرمين حيث كان الإنتشار الشرطي المكثف للقوات قد أسهم في خفض معدلات الجريمة بنسبةعالية فاقت الثمانين بالمائة على مستوى السودان. وتأتي إشادة المراقبين الدوليين ضمن الإشادات المتكررة من المجتمع الدولي بهذه التجربة السودانية المتفردة ختام :- يمثل السودان عمقاً استراتيجياً بين دول الاقليم يعتمد على تعزيز علاقات حسن الجوار مع الدول الشقيقة والصديقة فى المجالات كافة لاسيما الشرطية بما يخدم المصالح المشتركة والتعاون الثنائى مع كل الدول ولهذا جاء اهتمام وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة فى الاهتمام بالعلاقات الاخوية والتكاملية مع الاخوة بدول الجوار تبادلاً للخبرات وصقلاً للاجيال من خلال الوقوف على التجارب بتبادل الزيارات وعقد الاتفاقات والانضمام للمنظمات الاقليمية مثل الايابكو وتحرص قيادة وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة على استمرارية هذه العلاقات لما لها من اثر ايجابى على الامن السودانى والاقليمى . |